يا صاحِ إنْ رُمت الذرى عُنوانــا**قم وابتهج وانشر له التِبيانــــــا
أوَلسْتَ تدري مَنْ أنارَ مَسارَهـــا **هذا الذي لهُ سبعُها إذعانــــــــا
له تنحني حتى الجبالُ تأدّبـــــــــاً **والبدرُ مِنْ أنوارِهِ ضوّانـــــــــا
لولاهُ لم تكن الخليقــــــة اُنشـــأت **والكونُ ذاك بدونِهِ ما كانــــــــا
رجبُ الهُدى منهُ الهُدى قـد حازهُ **فغدا بــهِ مُسْتبشراً فرحانــــــــا
وَغدت لهُ الأيّامُ ترسُمُ بهجــــــــةً **قد مزَّقَتْ أفراحُها الأحزانــــــا
يا سائلي مَنْ ذا يكونُ وما اسمـــهُ **أفَهَل عَمِيتَ كما هُمُ عُميانــــــا
أوَلسْتَ تُبْصِرُ أنَّ ذاك عليُّنــــــــا **وبهِ الإلهُ بحبـِّـــــهِ علّانـــــــــا
فتح العتيقُ جـِــدارَهُ حتى خَطَـتْ **اُمُّ الوصيِّ بِطلقِهِ الجُدْرانــــــــا
فهوى به بعــد الثلاثِ مُسبِّحــــــاً **قد أشرقت بمجيئِهِ دُنيانــــــــــا
وتكفَّلت عينُ الرَّسولِ وصيـَّــــــهُ **حتى غَدَوْ هذا لذا إخوانــــــــــا
وقضى الإلهُ بِضمِّ نورِ مُحَمَّــــــدٍ **لضياءِ نجمٍ ساطعٍ فازدانــــــــا
وأتاهُ جِبْريلُ الأمينُ مُزوِّجــــــــاً **مِنْ فاطمٍ نِعْمَ الورى إنسانـــــــا
فتلألأتْ مِنْ كوكبينِ نُجومُهــــــا**حَسَنٌ وزاد بِحُسْنِهِ الإحسانــــــا
وأبوهُما خَيْــــرُ الخلائـِـقِ مَنْزِلاً**كرّارُ ليس كمثلِهِ شُجعانـــــــــا
هذا عليٌّ والاُســــودُ تهابـُــــــــهُ**قد زعزعتْ صولاتُهُ الفُرسانـا
وغدا بسيفِ اللهِ يَحْصدُ زُمْـــــرَةً**للغدرِ راحت تَجْمَعُ العُدوانــــــا
انظر لمرحبَ حينَ لاقى حيـــدرا**أضحى جديلا تاركــــا تيجانـــا
والعامريُّ بِخَنْدَقٍ يـــــومَ اللقـــــا**نِصْفَيْنِ راح بضربَةٍ خَسْرانـــا
فغـدا يطاحِنُ جَمْعَهُم طحْنَ الرَّحا**في بَدْرِها وَبِأحْدِها سِيّانـــــــــا
وكذا بصفينٍ يَـــدُقّ رِقابَهـــــــــا**نِعْمَ الفتى يَزِنُ الوغى ميزانــــا
لمْ يَنْجُ مِنْ سَيْفِ الفَقارِ شَجاعُهــا**فَغَدَوْ فِراراً للردى غُبْرانــــــــا
هذا تَسَتَّرَ في ثيابِ عروســـــــِــهِ**وبدا ابنُ عاصٍ عَوْرَةً عُرْيانـــا
ماذا أقولُ بِوَصفِ نفسِ مُحَمَّـــــدٍ**أبقى ذهولاً يائساً حيرانــــــــــا
مَنْ كان مِنْ خَمْرٍ يصيرُ مُرَنَّحــاً**والسُّكْرُ فيهِ مُغَيِّراً ألوانـــــــــــا
فأنا بِحُبِّ أبي الحُسينِ وآلــِـــــــهِ**دوماً أكونُ بِحُبِّهِ سَكرانــــــــــا
يـــــــا عاذلي لا لاتلمْ قلبي الذي**أضحى مُتيَّمَ حُبِّهِ ذبلانـــــــــــا
وَهَلمَّ نَعْشـــــــقُ حيـــدراً وولاءَهُ**فالرَّبُّ ذاك بعشقِهِ وصّانــــــــا
إنْ كنتَ ترجوا للنعيمِ وفضــــــلِهِ **هذا النعيمُ مُرَوِّيَ الضّمآنــــــــا
هذا الذي حوضُ اللجينِ بأمْـــــرِهِ**والخلدُ ذاك لصوتِهِ سمعانـــــــا
قل للمخالفِ لا مكان لكم بهـــــــا**واللهُ أخزاكم وقد نجّانــــــــــــا
يا راعياً للغـــــــدرِ تزعُمُ أنَّكــــم **للحقِّ أنتُم والتّقى مَنْ صانــــــا
وأنالكم ربُّ البريـَّــــــةِ جَنـَّــــــةً**وثِمارَها وكذلك الولدانـــــــــــا
ولكم حريرٌ ناعمٌ وأســــــــــــاورٌ**ولكم بها مِنْ حورها زيجانــــا
وعشاؤكم مَعَ أحمــــــــدٍ في داره**تبّاً لكم قد جئتموا بُهتانـــــــــا
كم رُمِّلتْ زَوْجٌ وكمْ مـِــــنْ صِبْيَةٍ**بِحِزامِكُمْ صارت بلا أكفانــــا
كم بسمــــةٍ كم عالمٍ كم طــــــالبٍ **كم نازحٍ باتوا بلا أوطانــــــا
فالتسمعوا مِنّي خِتــــــامَ قصيدتي**فالفوزُ مَرْهونٌ بِهِ مَوْلانــــــــا
مَنْ كان قد والى علِيّاً صادقـــــــاً**لا لمْ يَخَفْ يَوْمَ الحِسابِ هَوانـا
والمُبْغِضونَ لحيدرٍ وَيْــــــــلٌ لهم**يَوْمَ اللقاءِ جزاؤهُمْ نيرانــــــــا
وَأُعَطِّرُ المِسْكَ الخِتامَ بِصَيْحَـــــةٍ**فيها الصَّلاةُ تُزَلْزِلُ الأركانــــا